
عقد مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، بالشراكة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري ومكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة.. رؤى وتصورات مستقبلية"، وذلك في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر. جاءت الندوة على هامش مشاركة المركز في معرض القاهرة الدولي للكتاب، برعاية وكالة أنباء الشرق الأوسط ومركز الاتحاد للأخبار كشريكين إعلاميين.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الخبراء والمفكرين الذين ناقشوا الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة قوية يمكن أن تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لكنه يفرض في الوقت نفسه تحديات كبيرة تتعلق بالأمن السيبراني، واحترام الخصوصية، وسن التشريعات المنظمة لاستخدامه.
أكدت معالي رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر، أن تبادل الخبرات بين مراكز الفكر يعزز القدرة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ومواجهة التحديات المرتبطة بها. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تعزيز عملية اتخاذ القرارات التنموية، وتحديد الأولويات، فضلاً عن تطبيقاته في المجالات الصحية والبيئية والتعليمية.
من جانبه، أكد سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن الأمن السيبراني يعد داعماً رئيسياً لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مشدداً على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي مسؤولاً وآمناً لضمان حماية الخصوصية وسلامة المستخدمين.
واستعرضت سعادة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات لدى مصر والمندوبة الدائمة للدولة لدى جامعة الدول العربية، استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، والتي تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والطاقة والنقل والفضاء. وأكدت أن الإمارات تمتلك نظرة استباقية نحو المستقبل، حيث تم تأسيس أول وزارة للذكاء الاصطناعي في العالم عام 2017.
أشار الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون حليفاً استراتيجياً في ضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة، من خلال تحسين كفاءة الموارد وزيادة إنتاجية المحاصيل. كما أكد على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
دعا الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز "تريندز"، إلى الانتقال من التنافس إلى التعاون في تطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن العالم بحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي تتزايد بشكل كبير، مما يتطلب تعاوناً دولياً لضمان استفادة الجميع من هذه التقنيات.
اختتمت الندوة بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح قوة محورية تشكل ملامح المستقبل، وأن استخدامه المسؤول يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الرفاهية العالمية. ومع ذلك، فإن مواجهة التحديات المرتبطة به تتطلب تعاوناً دولياً وتبادل الخبرات بين الدول والمؤسسات لضمان استفادة البشرية من هذه التقنيات دون الإضرار بالخصوصية أو الأمن.